ابن سينا
( 980-1036م )
هو أبو العلي الحسين بن عبد الله بن سينا .ولد في أمشنه ، وتوفي فيها
.عاصر البيروني وابن هيثم.والده من برخ ووالدته من بخارى .توفي والده
وهو في الثانية والعشرين من عمره ، والجدير بالذكر أن والده من محبي
العلم ومشجعي طلابه ، فكان يدعوا العلماء المشهورين آنذاك ليدرسوا
ابنه الحسين القرآن الكريم والأدب وقواعد اللغة .
أتقن العلوم عامة وأصبح له مكانة مرموقة بين علماء العالم إذ لم
يسهم فقط في الحضارة العربية والإسلامية بل خدم ، في الواقع ،
الإنسانية جمعاء من خلال الإنتاج الفكري العظيم . تميز ابن سينا في
فرعين من فروع المعرفة : الفلسفة والطب وغيرها في كافة العلوم .حصل
ابن سينا على ألقاب كثيرة في ريعان شبابه لنبوغه في كثير من العلوم
البحتة والتطبيقية ومن هذه اللألقاب الشيخ الرئيس والمعلم الثالث
وجالينوس العرب وأمير الأطباء .
اشتهر ابن سينا بين زملائه وتلاميذه بالذاكرة العظيمة وسرعة الفهم
وكثرة الإنتاج العلمي كما أنه كان طبيباً نفسانياً من الطراز الأول
.وشاعراً من أكبر الشعراء .
اهتم ابن سينا بعلوم الأرض فساق تفسيرات كثيرة لبعض الظواهر
الطبيعية ، وتكلم أيضاً عن الفلزات وطريقة تكوينها .كما تعرض لكثير
من المعادن ومميزات كل معدن وأن المعادن تحتفظ بصورتها الطبيعية
.أولى ابن سينا علم الفيزياء عنايته الكبرى وكانت له في ملاحظات
بصيرة .
في الكيمياء كان ابن سينا أول من دحض فكرة أن المعادن يمكن تحويل
بعضها إلى بعض وفي رأيه أن المعادن لا تختلف باختلاف الأصباغ بل
تتغير في صورتها فقط، وكل معدن يبقى حافظاً لصفاته الأصلية . وقد
انفرد من علماء عصره باستقلاله وتحرره من النظرية والآراء القديمة ما
لم يتحقق ذلك بالتجربة العلمية .
يعتبر الشيخ الرئيس من أول علماء الإسلام الذين نادوا ببطلان تحويل
المعادن العادية إلى معادن ثمينة مثل الذهب والفضة . قام ابن سينا
بشرح مؤلفات اليونان وعلماء المسلمين في الكيمياء وعلق عليها . وجدير
بالذكر أن اهتمام ابن سينا بالكيمياء نابع من علاقتها بعلم الطب. وقد
قام بدراسة مفصلة لخواص بعض المواد الكيميائية والأحماض فهو أول من
شرح طريقة إعداد زيت الزاج أو حامض الكبريت والكحول وتقديم خواصهما
بالتفصيل .
تطرق ابن سينا في كتاباته الطبية المختلفة إلى العديد من الأمراض مثل
شلل الوجه والاتكلستوما وخراج الكبد والتهاب الحيزوم وحصى المثانة
السريرية والعديد من الأمراض الجلدية وغيرها....
بحث ابن سينا في علم النبات بوجه عام لكنه وجه اهتماماً خاصاً إلى
النباتات الطبية ( إي تلك التي يمكن استخراج أدوية منها ). وقد اندهش
مؤرخو العلوم من قدرة ابن سينا على استخلاص الأدوية الكيماوية من
مصادرها الطبيعية بل أن هذه الأدوية تمتاز كثيراً عن الأدوية التي
تحضر في المختبرات الحديثة .ومن دراسة ابن سينا لعلم الكيمياء تبين
أن معرفة الأدوية وفعاليتها تعتمد على طريقتين : الطريقة التجريبية
والطريقة القياسية .
من أهم مؤلفاته :
كتاب القانون في الطب .
كتاب الشفاء.
كتاب في الأدوية القبلية .
كتاب المختصر للمجسطي .
كتاب القولنج .
كتاب لسان العرب .
كتاب النهاية واللانهاية
كتاب أقسام الحكمة .
كتاب عن الميزان .
رسالة في المعادن والآثار القلوية .
كتاب الأدوية القلبية .
رسالة القدر.
كتابه القانون في الطب موسوعة طبية تحتوي على ما ذكره الأطباء
اليونان الأقدمون بالإضافة إلى ما ساهم به العرب في هذا المجال .ترجم
هذا الكتاب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر ، وأعيد طبع الترجمة
ست عشرة مرة في أواخر القرن الخامس وعشرين مرة في القرن السادس عشر ،
وظل يدرس في معاهد الطب الأوربية حتى القرن السابع عشر .ومن مزاياه
اشتماله على قسم خاص يبحث في نحو سبعمائة وستين من العقاقير والأدوية
.
أما كتابه الشفاء ، هو أكبر كتبه الفلسفية ، ويشمل المنط والطبيعيات
والرياضيات والإلهيات، وقد أخذ بمذهب أرسطوا خاصة ويعتبر من أعظم
شارحي كتبه .
|