الفريد نوبل

(1833-1896  م)

  مهندس كيميائي و صناعي سويدي . و لد في استوكهولم عام 1833. أمضى فيها السنين التسع الاولى من حياته. انتقل بعدها إلى بطرسبرغ في روسيا حيث كان والده يعمل كمهندس معماري و باني سفن و صانع للمتفجرات . تلقى الفتى ألفريد معظم دروسه الأولى على مدرسين خصوصيين . اتجه منذ صغره نحو الكيمياء و برع فيها و اصبح فيما بعد كيميائيا قديرا. أخذ عن والده موعبة الاختراع. و قد بلغت مخترعاته المسجلة في اجلترا 128 اختراعا كما أتقن الفرنسية و الانكليزية و الألمانية و الروسية.

عام 1850 سافر إلى فرنسا حيث تعمق في دراسة الكيمياء و بعدها توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تدرب خلال أربع سنوات على الهندسة الميكانكية تحت إشراف جون اريكسون. عاد بعد ذلك إلى بطرسبرغ و اشتغل في مصنع والده إلى أن أعلن إفلاسه عام 1859 .
عاد بعد ذلك إلى السويد و أسس مصنعا للمتفجرات في مدينة هيلانا بورغ صممه بنفسه. و في عام 1864 حدث انفجار شديد في المصنع أدى إلى مقتل شقيقه آميل مع أربعة آخرين كما أطاح الإنفجار بالمصنع.

لم ييأس إثر هذا الحادث بل قرر متابعة البحث في مادة النيتروغليسيرين و صمم على أن يطوع هذه المادة و يجعلخا أقل خطرا. سرعان ما توصل إلى اكتشاف إمكانية التراب النقاعي لامتصاص النيتروغليسيرين السائل حتى الجفاف . أوصله هذا الاكتشاف إلى صنع الديناميت كما اكتشف كبسولة التفجير عام 1865 . تعتبر هذه الكبسولة أهم حدث في علم المتفجرات. حصل على براءة على اختراعه هذا من بريطانيا عام 1867 و من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1868. اكتشف أيضا الجيلاتين الناسف و نال براءة لاختراعه الثاني هذا من انكلترا عام 1876. بعد ذلك بعشر سنوات تقريبا أنتج مادة البالستيت .
لاقت منتجات ألفريد نوبل رواجا عظيما ، فاستدعى لإنشاء مصنع في كروميل في ألمانيا و آخر في السويد و ثالث في النروج. و في العام 1866 منح براءة تصنيع النيتروغليسيرين في الولايان المتحدة الامريكية ، فأسس فيها المصانعالكبى و بعض المصالح المتعلقة بالمواد المتفجرة . فتتسعت أعماله في الولايات المتحدة الأمريكية و عظمت ثروته كثيرا. قام بتصفية جميع أعماله في أمريكا عام 1885 بعد خدعة من قبل رجال الأعمال الأمريكيين . فعاد بعشرين ألف دولار أمريكي. و جمع اموالا كثيرة من مصانعه في أوربا و مبيعات منجاته إضافة إلى ممتلكاته الشاسع في حقول النفط في باكو في روسيا .

المعروف عن ألفريد أنه لم يكن رجلا محبا للعنف بل كان وديعا كثيب المزاج ميالا للتنسك ، خاصة و أنه لم يحظ بفترة استقرار طوال حياته (من هجرات متكررة إلى ملاحقة الأعمال ، و المصانع و البضائع ) . عاش في فراغ أليم بينه و بين وجدانه . و زاد في حزنه أنه فقد الفتاة التي أحبها إبان صباه. كما فشل في طلب يد سكرتيرته النبيلة النمساوية برتا كنسكي التي أحبها فتركته و تزوجت خطيبها الشاب إذ أن ألفريد كان قد بلغ الثالثة و الأربعين من عمره. يضاف إلى كل ذلك الواقع الأليم الذي كان يتجسد له يوما بعد يوما من إساءة استخدام ما أنتجه مصانعه. فقد عمل الى اختراع شيئ للتعمير و البناء و إذا به يرى الناس يستخدموه سلاحا في الحرب و التدمير و القتل. و إثر زيارة قامت بها النبيلة برتا كنسكي إلى استوكهولم فاستقبلها الفلايد بعد أن تفهمها و أغدق عليها المال فأقنعته بعمل الخير و المحبة و مساعدة المؤسسات الإنسانسية و العلمية خدمة لقضية السلام فخصص جوائزه السنوسة المشهورة للذين يؤدون خدمات للقضايا الإنسانية و العلمية . و عندما توفي ألفريد نوبل في العاشر من كانون الأول 1896، اعلنت وصيته لكنها لم توضع موضع التنفيذ إلا ابتداءا من العام 1901. أما المؤسسات التي خولها منح الجوائز هي ( الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم).

و تمنح جوائز نوبل الفيزياء و الكيمياء . و مؤسسة كارولين للطب و الفزيولوجيا . و الأكاديمية السويدية تمنح جائزة الآداب و جميعها من استوكهولم في السويد. أما جائزة السلام فتمنحها لجنة نوبل التي يعينها البرلمان النروجي و مركزها في أوسلو.و قد استحدث بنك السويد اكاديمية العلوم السويدية على منح هذه الجائزة المستحدثة. تشمل كل جائزة على ميدلية ذهبية و براءة تنويه و مبلغ من المال . تنص وصية ألفريد نوبل على الجملة التالية : ( تمنح الجوائز للذين قاموا خلال العام المنصرم بمنح الجنس البشري أعظم فائدة) من الحقول المذكورة .

تسلم الجوائز إلى مستحقيها شخصيا في كل عام في العاشر من دجنبر (ذكرى وفاة نوبل السنوية) و ينال الجوائز مستحقوها بصرف النظر عن جنسياتهم أو أعراقهم أو عقائدهم أو ايدويولوجياتهم كما يمكن لفائز واحد أن ينال أكثر من مرة . و قد ينال عدة أشخاص الجائزة لسنة واحدة تقسم بالتساوي.   .